تعد السلوكيات الخاطئة التي يمارسها بعض المواطنين من حيث إشعال النيران تحت الأشجار الحرجية أو بالقرب منها بقصد الشواء، أو رمي السجائر على الأعشاب الجافة داخل المناطق الحرجية المحاطة بالأشجار، من أهم الأسباب لنشوب الحرائق داخل الغابات والمناطق المكتظة بالأشجار.
وقال الخبير في التغيرات المناخية عواد حراحشة، ” يشكل التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف سبباً لنشوب الحرائق، حيث تجف التربة وتساعد على جفاف الغطاء النباتي والعشبي، وجعله أكثر عرضة للاحتراق وبشكل سريع جداً، مما يشكل خسائر كبيرة على الثروتين الحرجية والزراعية ويخلف آثاراً بيئية سلبية، ويثقل كاهل الأجهزة المعنية التي قد تواصل العمل لعدة أيام أحياناً في سبيل إخماد حريق تسبب به سلوك غير مسؤول لفرد أو جماعة”.
وأضاف، أن مشهد نشوب الحرائق المتكرر في فصل الصيف من كل عام، يتطلب رفع الوعي المجتمعي واتباع النصائح والإرشادات الصادرة عن الجهات المختصة فيما يتعلق بعدم التخلص من الإعشاب الجافة بالحرق، وإنما عن طريق الطمر أو الحراثة والابتعاد عن الأشجار والأعشاب عند إشعال النيران بالقرب من الغابات أو داخلها والالتزام بالأماكن المسموح بها.
وتعتبر الوقاية والالتزام بالسلوكيات الإيجابية والمسؤولية الأخلاقية واتباع الإرشادات المتكررة، عوامل رئيسية في اجتناب نشوب حرائق الغالبات والمناطق الحرجية والحقول، والحد من خطورتها وخسائرها الكبيرة التي تمتد لتصبح كوارث في حال عدم السيطرة عليها.
وقال الناطق الإعلامي باسم وزارة الزراعة لورنس المجالي، إن هناك العديد من المشكلات الكبيرة التي تخلفها الحرائق من حيث تدمير واختلال الأنظمة البيئية وتلوث الهواء المنبعث إلى جانب انعكاسها على الاقتصاد الوطني والتكاليف المادية الباهظة في إخماد الحرائق وأعاده زراعة المساحات التي تطالها الحرائق وتأثيرها على الناحية الجمالية والسياحية للمكان.
وأضاف، أن الجهات الجهات المعنية تبذل جهوداً كبيرة في سبيل منع نشوب الحرائق عن طريق تكثيف الحملات التوعوية والرسائل الإرشادية واستحداث خطط جديدة للتعامل مع الحرائق والسيطرة عليها والتخلص من المسببات، مثل الأعشاب الجافة عن طريق السماح لمربي الماشية بالرعي في بعض المناطق الحرجية وإجراءات التعشيب والمراقبة عن طريق الأبراج والكاميرات داخل الغابات والمناطق الحرجية وتشديد العقوبات على مفتعلي الحرائق.
وكانت مديرية الأرصاد الجوية، قد حذرت من الموجة الحارة التي تؤثر على المملكة خلال هذه الأيام نتيجة اندفاع كتلة هوائية حارة وجافة إلى المملكة مصدرها شبه الجزيرة العرب، حيث تلامس درجات الحرارة الـ 45 درجة مئوية في العقبة وما بين 37 الى 39 درجة مئوية بالعاصمة عمان لتصبح الأجواء حارة في معظم المناطق وحارة جداً في البادية والأغوار والبحر الميت والعقبة.
ويرتبط ارتفاع درجات الحرارة أو ما يسمى بالطقس المتطرف بنشوب الحرائق وسرعة انتشار النيران بين الأشجار والأعشاب، حيث يساعد الجفاف على عملية الحريق وانتقالها بسرعات هائلة الأمر الذي يصّعب مهمة الكوادر التي تعمل على إخمادها.