الكاتب: رامي أبو الوين
عانت دير الزور قبل ثورة عام 2011، من تهميش منقطع النظير فرضه عليها الأسد الأب وتبعه الابن على نفس المنهج.
المحافظة الفراتية الوديعة، والتي تحتضن على صدرها قسماً كبيراً من سلة سوريا الغذائية على رأسها القمح، ومن جوفها يخرج النفط والغاز ليشكل عصب القطاع الاقتصادي السوري.
وجب أن نذكر هاته المعلومات ببساطة، لنعرف ما أضحت عليه دير الزور الآن، وتحديداً منذ عام 2011.
بعد مرور الأعوام الأولى للثورة السورية، ومن خلال سياق الأحداث، بدا واضحاً لأي متابع للملف السوري محاولة الأطراف الفاعلة في القضية السوري، السيطرة على دير الزور بكافة الطرق الممكنة وهذا ما تفسره المآلات التي وصلت إليها المحافظة اليوم.
يشطر نهر الفرات محافظة دير الزور إلى شطرين تُعرف لدى أهل المحافظة ب “الشامية” وهي الضفة الجنوبية، و”الجزيرة” وهي الشمالية، أو مابات يُعرف لاحقاً بمسميات “غرب الفرات” المقصود هنا “الشامية”؛ و”شرق الفرات” وهو ما بات يطلق على “الجزيرة”، يسيطر التحالف الدولي بقيادة أمريكا ومن خلفه قوات سوريا الديمقراطية على مناطق شرق الفرات من دير الزور منذ عام 2017، بعد معارك شنها التحالف الدولي على تنظيم داعش واستخلص منه مناطق الجزيرة أو شرق الفرات من دير الزور، وإلى الآن وهو المتحكم بها والمسؤول عنها منذ ذلك الحين ماعدا سبعة قرى وبلدات باتت تعرف بالقرى السبع وهي (الحسينية، الصالحية، حطلة، مراط، مظلوم، خشام وطابية جزيرة) من مناطق شرق الفرات أصبحت تحت سيطرة الروس وقوات الأسد.
أما الضفة الجنوبية لنهر الفرات “الشامية” أو غرب الفرات، ففي نفس العام-أي 2017-خضعت للقوات الروسية والإيرانية وقوات الأسد، بعد انسحابات مفاجئة ومتسارعة لتنظيم داعش من مناطقها، ومنذ ذاك الحين، تبدو الضفة الجنوبية لنهر الفرات من دير الزور وكأنها منطقة تحت وصاية قوتين (الروس وإيران) يشاطرهم بها كمنفذ نظام الأسد.
استخدمت القوات الروسية مليشيات مدعومة من قبلها، كممثل لها في سيطرتها على دير الزور، وأهمها الكتيبة الثالثة، مليشيا “لواء القدس” ومليشيا “قاطرجي”، مع تواجد لعسكريين وضباط روس مهمتهم إدارية واستشارية، وتعد القرى السبع، بالإضافة لآبار النفط كالتيم والورد، ومناطق من مدينتي دير الزور والميادين، هي نقاط انتشار لتلك المليشيات.
أما عن إيران، فيمثلها في دير الزور أكبر مليشياتها والتي تحمل اسم أهم فروع القوات المسلحة الإيرانية “الحرس الثوري الإيراني”، ومن هذه المليشيا، انشطرت عدة مليشيات محلية وعابرة للحدود، تعمل تحت غطاء “الحرس الثوري الإيراني” أهمها (حرس القرى، أبو الفضل العباس، فوج السيدة زينب، فاطميون، زينبيون..).
اتخذت إيران من مدينة البوكمال أقصى شرق محافظة دير الزور، على الحدود السورية العراقية، عاصمة لها في سوريا، وأخضعتها للوصاية الإيرانية، فأصبحت البوكمال مركزاً لتجمع المليشيات الإيرانية، ومنطلقاً لكافة مشاريعها في المنطقة، بالإضافة لوضع موضع قدم لها في المناطق الحيوية من دير الزور كمركز مدينة دير الزور والميادين والعشارة.
أما عن قوات الأسد، فتنتشر في ثكناتها المعروفة في المحافظة، وفي نقاط رباط في بادية دير الزور المنتشرة، ويمثلها أيضاً مليشيا “الدفاع الوطني” التي تعمل كرديف لقوات الأسد في الرباط وحملات التمشيط في البادية.