حضّت السعودية والولايات المتحدة خلال اجتماع للتحالف الدولي ضدّ تنظيم الدولة الإسلامية في الرياض الخميس، الدول الغربية على استعادة مواطنيها الذين قاتلوا في صفوف التنظيم وعائلتهم المحتجزين في سوريا والعراق.
ويُحتجز عشرات آلاف الأشخاص بينهم أفراد عائلات جهاديين من أكثر من 60 جنسية، في مخيّمَي الهول وروج في شمال شرق سوريا اللذين يديرهما الأكراد، وفي السجون العراقية.
وفي مستهلّ الاجتماع الذي حضره وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إنه “لأمر محبط وغير مقبول إطلاقًا” أن بعض الدول الغنية والمتطوّرة لم تستعد مواطنيها بعد.
وتوجّه إلى هذه الدول بالقول “يجب أن تفعلوا شيئًا، يجب أن تتحملوا مسؤوليتكم”.
وتأسس التحالف الدولي بقيادة واشنطن عام 2014، عقب صعود التنظيم في العراق وسوريا المجاورة.
ومنذ إعلان القضاء على “الخلافة” عام 2019، تطالب الإدارة الذاتية الكردية الدول المعنية باستعادة رعاياها من أفراد عائلات التنظيم الموجودين في مخيمات خصوصاً في مخيم الهول الذي يشهد عمليات قتل وفوضى وحوادث أمنية.
لكن رغم النداءات، لم تستعد غالبية الدول مواطنيها. وقد تسلمت دول قليلة عدداً كبيرا من مواطنيها، مثل أوزبكستان وكازاخستان وكوسوفو. واكتفت أخرى، خصوصاً الأوروبية، باستعادة عدد محدود من النساء والأطفال.
وأشاد بلينكن الخميس بالدول التي قامت بهذه الخطوة، داعيًا الدول الأخرى إلى القيام بالمثل.
وقال إن “استعادة (الرعايا) هو أمر أساسي لتقليص عدد سكان مخيّمات الاحتجاز مثل مخيم الهول” الذي يؤوي نحو 10 آلاف أجنبي.
وأكد أمام شركاء بلده في التحالف أن “الإخفاق في استعادة المقاتلين الأجانب قد يؤدي بهم إلى حمل السلاح مرة جديدة”، معلنًا تخصيص واشنطن 148,7 مليون دولار لجهود إرساء الاستقرار في سوريا والعراق.
وفي آذار/مارس الماضي، نبّه قائد القيادة الوسطى للجيش الأميركي “سنتكوم” مايكل كوريلا من أن مقاتلي التنظيم المحتجزين في سوريا والعراق هم “جيش حقيقي قيد الاعتقال”. وحذّر من “أنه في حال تحريرهم، ستشكل المجموعة تهديداً كبيراً”، موضحاً أنّه “ما من حلّ عسكري لمعتقلي” التنظيم.
وبينما أصدرت المحاكم العراقية المئات من الأحكام بالإعدام أو السجن مدى الحياة بحق المتهمين بالانتماء الى التنظيم، تحذّر الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سوريا من أنها لا تتمتع بالقدرات الكافية من أجل مواصلة احتجازهم، ناهيك عن محاكمتهم.
والشهر الماضي، أفاد التحالف الدولي عن تراجع في هجمات التنظيم في العراق وسوريا خلال الأشهر الأولى من العام 2023، بنسبة 68% مقارنةً بالفترة نفسها من العام السابق.
لكن لا يزال عناصر التنظيم ينشطون في مناطق ريفية ونائية ويشنون هجمات متفرقة.
وبحسب تقديرات نشرت في تقرير لمجلس الأمن الدولي في شباط/فبراير، لدى التنظيم “ما بين 5000 إلى 7000 عضو ومؤيد ينتشرون بين العراق” وسوريا، “نحو نصفهم من المقاتلين”. AFP