ناقش رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن الدكتور رشاد العليمي، أمس، المخاوف القائمة حول احتمالات انهيار الهدنة الراهنة بين الحكومة والانقلابيين الحوثيين، وذلك مع مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، الذي وصل إلى العاصمة الحكومية المؤقتة عدن، التي استقرت فيها قيادات الشرعية بكامل قوامها لأول مرة منذ اندلاع الحرب في البلاد نهاية 2014.
وأعلن العليمي، أمس، دعمه للهدنة الإنسانية التي ترعاها الأمم المتحدة بكامل بنودها، بما في ذلك الإصرار على فتح المعابر على مدينة تعز المحاصرة من قبل المليشيات الحوثية، وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) النسخة الحكومية.
وذكرت أن العليمي استمع خلال هذا اللقاء إلى إيجاز من المبعوث الأممي حول الجهود المبذولة لتثبيت الهدنة الإنسانية بما يؤدي إلى تخفيف المعاناة على كافة أبناء الشعب اليمني.
وأكد رئيس مجلس القيادة اليمني للمبعوث الأممي، استعداد الحكومة الشرعية لتقديم كل ما يلزم من أجل تسهيل إنجاح الجهود الأممية لإحلال السلام في اليمن، بما يؤدي إلى إنهاء الانقلاب الذي قامت به مليشيات الحوثي بدعم إيراني، نهاية العام 2014.
وأوضح أن ما يخص مطار صنعاء الدولي، الواقع تحت سيطرة الحوثيين، قدّمت الحكومة الشرعية الكثير من المقترحات، إلا أن المليشيا الحوثية قابلتها بتعنت واضح، حيث “قامت بتحويل مطار صنعاء من ملف إنساني إلى قضية سياسية، وحرفت هذا الملف عن أهدافه الإنسانية التي أبرم الاتفاق من أجلها”.
وطالب الرئيس اليمني، مبعوث الأمم المتحدة بضرورة إلزام مليشيات الحوثي بتسليم المرتبات لموظفي الدولة من عائدات إيرادات ميناء الحديدة النفطية، وفقاً لما نص عليه اتفاق ستوكهولم، وضرورة الإسراع في تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى بين الجانبين الحكومي والحوثي، بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه عبر مكتب المبعوث الأممي، مطلع الشهر الماضي.
إلى ذلك، أشارت الوكالة الرسمية الى أنه حضر هذا اللقاء الدكتور يحيى الشعيبي بصفته مديراً لمكتب رئاسة الجمهورية، قبل إعلان قرار تعيينه في هذا المنصب الذي لم يعلن إلا في وقت لاحق أمس، حيث أعلنت وكالة (سبأ) الرسمية أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي أصدر قراراً رقم (11) لعام 2022 قضت المادة الأولى منه بتعيين الدكتور يحيى محمد الشعيبي مديراً لمكتب رئاسة الجمهورية.
وكان الشعيبي، الذي ينتمي إلى نفس المحافظة التي ينتمي إليها رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، تقلّد العديد من المناصب الحكومية الرفيعة، آخرها سفيراً لليمن في ألمانيا وقبلها محافظاً لمحافظة عدن، وكذا وزيراً للتربية والتعليم.
وتمر الهدنة المبرمة بين القوات الحكومية والحوثيين في أزمة كبيرة، في ظل الخروقات اليومية لبنودها، إثر استمرار إطلاق النار وعمليات القصف المدفعي والصاروخي وبالذات من قبل ميليشيا الحوثي على الأحياء السكنية في مدينة تعز وغيرها. وفي الوقت الذي شارفت هذه الهدنة على الانتهاء مع رحيل الشهر الجاري، ما زالت المكونات الرئيسية لهذه الهدنة غير قابلة للتنفيذ، وهي فتح مطار صنعاء الدولي من قبل التحالف العربي، ورفع الحصار العسكري عن مدينة تعز من قبل ميليشيا جماعة الحوثي، وذلك بسبب اختلاف الطرفين حول التفاصيل التنفيذية لما تم الاتفاق عليه في بنود الهدنة التي رعاها مكتب مبعوث الأمم المتحدة، والتي بدأت في الثاني من نيسان/إبريل المنصرم وتستمر حتى الثاني من حزيران/يونيو المقبل.
وفي حين كانت الترتيبات جاهزة لاستئناف الرحلات الجوية التجارية من وإلى مطار صنعاء الدولي وإعلان شركة الخطوط الجوية اليمنية عن إقلاع أولى رحلاتها من صنعاء، منتصف الشهر المنصرم، ألغيت الرحلة في آخر لحظة قبيل إتمامها بساعات محدودة، أرجعتها الجهات الحكومية الى عدم التزام الحوثيين ببنود الاتفاق بشأن تسيير الرحلات من مطار صنعاء، فيما أرجعه الحوثيون إلى عدم جدية التحالف العربي الذي تقوده السعودية، بالتزاماته بهذا الصدد.
وتشترط الحكومة اليمنية على ضرورة أن يكون فتح مطار صنعاء الدولي الذي يديره الحوثيون متزامناً مع رفع الحوثيين للحصار المسلح عن مدينة تعز، التي تعاني الأمرّين جرّاء إغلاق الميليشيا الحوثية لكافة الطرق الرئيسية التي تؤدي إلى مدينة تعز منذ صيف 2015، والذي تسبب في إحداث كارثة إنسانية بالمدينة إثر النقص الحاد في المواد الأساسية وفي مقدمتها الغذاء والدواء، وخلق أزمة تموينية حادة وارتفعت أسعارها بشكل جنوني، في الوقت الذي فقد كثير من سكان المدينة وظائفهم ورواتبهم الشهرية ومصادر دخلهم.