أكد وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، أمس الثلاثاء، ضرورة اتخاذ خطوات سياسيَّة فعليَّة لإنهاء الأزمة السوريّة، وفيما أشار إلى أن العراق يستضيف أكثر من ربع مليون مواطن سوريّ مسجل رسمياً، دعا الدول المنضوية في التحالف الدولي المناهض لتنظيم «الدولة الإسلامية»، لدعم العراق بمواجهة «الإرهاب».
وقال حسين في كلمة ألقاها بمؤتمر بروكسل السادس حول دعم مستقبل سوريا والمنطقة، الذي ينظمه الاتحاد الأوروبيّ في العاصمة البلجيكيَّة بروكسل، بحضور 46 دولة، إن «الأزمة السوريّة ومنذ اندلاعها قد أدت إلى وقوع عدد هائل من الضحايا المدنيين من أبناء الشعب السوريّ ونزوح ولجوء الملايين منهم داخل سوريا وخارجها، بالإضافة إلى الدمار الكبير الذي تعرضت له عدد من المدن السوريّة وبناها التحتيَّة»، مبيناً أنه «بعد مرور أكثر من إحدى عشرة سنة على اندلاع الأزمة أصبح العالم مُدركاً الآن أكثر من أي وقت مضى بأنَّ الحصار السياسيّ والاقتصاديّ والمُواجهات العسكريّة لن تؤديّ إلا إلى المزيد من المعاناة والدمار، وأنَّ حل الأزمة يكمن في إنهاء حالة الجمود التي سيطرت على مساعيّ الحل السياسيّ، والبدء باتخاذ خطوات سياسيَّة فعليَّة لإنهاء الأزمة وتحقيق أهداف المجتمع الدوليّ في إحلال السلام والأمن في سوريا وحماية شعبها».
وأضاف أن «الحكومة العراقيَّة كانت ومنذ بدء الأزمة السوريّة حريصة كل الحرص على دعم جميع المُبادرات والجُهُود الدوليَّة والإقليميَّة الراميَّة لحل الصراعات في المنطقة من خلال نبذ التناحر والحلول العسكريّة وتغليب لغة الحوار والجُهُود الدبلوماسيَّة لتحقيق الأمن والاستقرار»، مشيراً إلى أن «العراق دعا في جميع المحافل الدوليَّة إلى عودة سوريا لشغل مقعدها في الجامعة العربيَّة لما لهذه العودة من أهميَّة بالغة في تغليب لغة الحوار تمهيداً لإرساء الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة».
وأكد «دعم العراق لكافة المُبادرات التي تحترم خيارات الشعب السوريّ وتحفظ لسوريا وحدتها وسلامة أراضيها وتصون وتعزز مبادئ وقيم حقوق الإنسان فيها»، داعياً «كافة الأطراف المعنيّة للانخراط في حوار سياسيّ بناء يهدف لإيجاد حلول سريعة للمعاناة التي تعرض لها الشعب السوريّ بسبب تلك الأزمة، وتسريع كافة الجُهُود الراميَّة لتسريع العودة الآمنة والطوعيَّة للمهاجرين والنازحين إلى أماكنهم وإعادة إعمار المناطق المتضررة وفق ما نص عليه قرار مجلس الأمن 2254، وبيانات مؤتمر جنيف حول سوريا ومحادثات أستانا للسلام في سوريا».
وذكر أن «العراق يجدد دعمه لجُهُود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، غير بيدرسون، لإيجاد حل للأزمة وإيقاف معاناة الشعب السوريّ»، مُشيراً إلى أنَّ «العراق يستضيف ما يقارب الـ 260 ألف مواطن سوريّ مسجل، فضلاً عن عشرات آلاف من المواطنين السوريين المنتشرين في المدن العراقيَّة من غير المسجلين في سجلات مفوضيَّة الأمم المتحدة للاجئين».
وبين أن «العراق يثمن كافة الجُهُود التي يبذلها الاتحاد الأوروبيّ والأمم المتحدة لدعم دول المنطقة التي تستضيف اللاجئين السوريين»، لافتاً الى أنَّ «العراق وبالرغم من التحديات الأمنيَّة واللوجستيَّة التي يواجهها قد سمح بعمليات نقل المساعدات الإنسانيَّة عبر الحدود ويتعاون بإيجابيَّة مع برامج ومشاريع مكتب الأمم المتحدة للمساعدة الإنسانيَّة ومفوضيَّة اللاجئين وغيرها من المنظمات الدوليَّة الإنسانيَّة».
وجدد حسين دعوة العراق للمجتمع الدوليّ بضرورة «تكاتف الجُهُود للقضاء وبشكل نهائيّ على فلول تنظيم داعش الإرهابيّ وفكره المُتطرف ومُحاسبة أفراده عن كافة الجرائم التي ارتكبوها بحق الأبرياء والتي ترقى إلى مُستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانيَّة والإبادة الجماعيَّة، وضرورة إيجاد حل نهائيّ وحاسم لموضوع مخيمات اللاجئين المُنتشرة في سوريا وبعض دول المنطقة، لما يمكن أنَّ تشكله هذه المخيمات من خطر داهم على الأمن الإقليميّ والدوليّ»، معرباً عن شكره «للقائمين على تنظيم هذا المؤتمر من مسؤوليّ الاتحاد الأوروبيّ والمنظمات الدوليَّة والعاملين في مجال الإغاثة والمُساعدات الإنسانيَّة على الجُهُود الكبيرة التي يبذلونها لتخفيف معاناة اللاجئين السوريين».
ويعقد هذا المؤتمر سنوياً وعلى المستوى الوزاري، وبحضور شخصيات رفيعة المستوى، ويجري الوزير العراقي على هامش المؤتمر لقاءات ثنائيَّة لبحث القضايا المتعلقة بدعم سوريا وقضايا المنطقة.
وفي سياق ذي صلة، أكّد رئيس إقليم كردستان العراق، نيجيرفان بارزاني، والسفير البلجيكي في الأردن والعراق، فيليب فاندين بولك، أن تنظيم «الدولة الإسلامية» لا يزال يشكل خطراً حقيقياً على العراق.
وذكر بيان لرئاسة الإقليم أن بارزاني والسفير البلجيكي ناقشا خلال اللقاء سبل تقوية علاقات العراق وإقليم كردستان مع بلجيكا، ودور بلجيكا في إطار التحالف الدولي للقضاء على التنظيم، آخر تطورات العملية السياسية في العراق وعلاقات أربيل – بغداد.
واتفق الجانبان على أن التنظيم «لا يزال يشكل خطراً حقيقياً وتهديداً لأمن العراق والمنطقة، لهذا يحتاج العراق إلى استمرار الدعم الدولي»، مشددين على «تعزيز العلاقات وتوسيع آفاق التعاون المشترك».
وأعرب السفير البلجيكي عن «ثناء بلاده وتقديرها لدور إقليم كردستان في مواجهة داعش وتضحيات البيشمركة»، مشدداً على أن بلده «سيظل شريكاً ملتزماً بمساندة العراق وإقليم كردستان».
فيما أكد بارزاني ضرورة «التعاون والتنسيق بين الجيش العراقي والبيشمركة وبصورة خاصة في مناطق الفراغ الأمني»، على حدّ البيان.